تُعرف الحكمة بأنها صفة العقل المتعمق الرزين وكمال النفس الناطقة، وبذلك فهي فضيلة عقلية وأخلاقية معاً، والحكمة هي اكتساب العلم من التعلم أو من التجارب السابقة، وللحكمة مكانة عظيمة من الكتاب والسنة، ولحاجة الأمة حاضراً ومستقبلاً إليها في كل شؤونها،
الحكمة: هي الصواب في القول والعمل، وعلى التحقيق، فالحكمة: إصابة الحق بين المتشابه، وفعل ما هو الأولى والأفضل مع وجود الموانع، والحكمة أيضا: فهم القرآن الحكيم. وكذلك «الحكمة إصابة الحق بالعلم والعقل، فالحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات.
ويتميّز الرّجل الحكيم بصفاتٍ تؤهله لأن يكون ذا حظوةٍ وحضورٍ لدى قومه، فالحكيم هو الرّجل العاقل ثاقب البصيرة الذي ينظر إلى الحوادث والأمور بعين الخبرة والعلم الواسع، فقلّما يخطئ حدسه ويسدّد بحكمة رأيه، فلا يخطأ رميه، هو ملتجأ الحيارى الذين ينشدون الحقّ والحقيقة، وهو المنارة التي بها تهتدي النّاس وتسترشد وتستبين الطّريق، فالحكيم يبني لنفسه معرفةً يختزلها من تجاربه السّابقة وتراه يقرأ الأحداث ويستنبط العلل من الأحكام والتشريعات بعيداً عن الهوى والعاطفة، والرّجل الحكيم يكون متأنياً غير متسرعٍ في أحكامه على الأشخاص والأحداث، فإذا استشاره أحدٌ رأيته يعطيه زبدة الكلام وخلاصته بحنكةٍ وبصيرةٍ.
واشتهر كثيرٌ من النّاس بالحكمة قديماً وحديثاً فكان الأنبياء عليهم الصّلاة و السّلام من خيرة البشر اصطفاهم الله وطهّرهم وآتهم الحكمة والشّريعة ليحكموا بين النّاس بالعدل ومنهج الله سبحانه، فقد آتى الله سبحانه وتعالى سيّدنا داود عليه السّلام الحكمة فقال جلّ من قائل «وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب»، وكذلك سيّدنا يحيى عليه السّلام فقد آتاه الله الحُكم صبيا فكان ممّا يروى عنه أنّه كان يأتيه الصبيان ليلعب معهم فيردّ قائلاً: ما لهذا خلقنا، وكذلك اشتهر لقمان الرّجل الصّالح بالحكمة فكان يعظ ابنه المواعظ البليغة.
وبيّن القرآن أن من يعطى الحكمة فقد أعطي خيراً كثيراً، فبالحكمة يستبصر المرء طريقه ويدرك حكمة الله سبحانه في خلق الكون والبشر فلم يخلق الله ذلك كله عبثاً وحاشاه سبحانه، إنّما كان خلقه بتدبيرٍ منه سبحانه وحكمة، فهو الحكيم الذي لا يسأل عمّا يفعل، وهو الذي وضع الشّرائع للخلق بما يصلح دنياهم وآخرتهم.
إن آفة الرأي الهوى والإصرارُ على الخطأ، بل والتمادي فيه، فكم من الناس يتبين له خطؤه فلا يرجع ولا يتبع الصواب، وإذا أنبتنا بذور الحكمة، وتعاملنا بها في بيوتنا وأعمالنا وعَلاقاتنا بالناس، فإن الصواب - لا شك - سيكون ملازماً لنا، وحسنُ التصرف يكون قريننا.
إن البعض منا قد ينطقُ بالكلمة في غير موضعها، أو يأتي بالتصرف في غير موضعه، ومِن هنا تتوالى المصائب والنكبات، وتتعقد إلى أبعد الحدود المشكلات.
إننا نريد أن نُعلِي قيمةَ الحكمة في بيوتنا ومجتمعاتنا؛ إذ ليس من المعقول أن يكون لدينا المنهج الإلهيُّ والميراث النبوي، ثم بعد ذلك نكون أبعدَ الناس عن الحكمة قولا وفعلا.
Mkarem@sghgrou.net
الحكمة: هي الصواب في القول والعمل، وعلى التحقيق، فالحكمة: إصابة الحق بين المتشابه، وفعل ما هو الأولى والأفضل مع وجود الموانع، والحكمة أيضا: فهم القرآن الحكيم. وكذلك «الحكمة إصابة الحق بالعلم والعقل، فالحكمة من الله تعالى معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات.
ويتميّز الرّجل الحكيم بصفاتٍ تؤهله لأن يكون ذا حظوةٍ وحضورٍ لدى قومه، فالحكيم هو الرّجل العاقل ثاقب البصيرة الذي ينظر إلى الحوادث والأمور بعين الخبرة والعلم الواسع، فقلّما يخطئ حدسه ويسدّد بحكمة رأيه، فلا يخطأ رميه، هو ملتجأ الحيارى الذين ينشدون الحقّ والحقيقة، وهو المنارة التي بها تهتدي النّاس وتسترشد وتستبين الطّريق، فالحكيم يبني لنفسه معرفةً يختزلها من تجاربه السّابقة وتراه يقرأ الأحداث ويستنبط العلل من الأحكام والتشريعات بعيداً عن الهوى والعاطفة، والرّجل الحكيم يكون متأنياً غير متسرعٍ في أحكامه على الأشخاص والأحداث، فإذا استشاره أحدٌ رأيته يعطيه زبدة الكلام وخلاصته بحنكةٍ وبصيرةٍ.
واشتهر كثيرٌ من النّاس بالحكمة قديماً وحديثاً فكان الأنبياء عليهم الصّلاة و السّلام من خيرة البشر اصطفاهم الله وطهّرهم وآتهم الحكمة والشّريعة ليحكموا بين النّاس بالعدل ومنهج الله سبحانه، فقد آتى الله سبحانه وتعالى سيّدنا داود عليه السّلام الحكمة فقال جلّ من قائل «وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب»، وكذلك سيّدنا يحيى عليه السّلام فقد آتاه الله الحُكم صبيا فكان ممّا يروى عنه أنّه كان يأتيه الصبيان ليلعب معهم فيردّ قائلاً: ما لهذا خلقنا، وكذلك اشتهر لقمان الرّجل الصّالح بالحكمة فكان يعظ ابنه المواعظ البليغة.
وبيّن القرآن أن من يعطى الحكمة فقد أعطي خيراً كثيراً، فبالحكمة يستبصر المرء طريقه ويدرك حكمة الله سبحانه في خلق الكون والبشر فلم يخلق الله ذلك كله عبثاً وحاشاه سبحانه، إنّما كان خلقه بتدبيرٍ منه سبحانه وحكمة، فهو الحكيم الذي لا يسأل عمّا يفعل، وهو الذي وضع الشّرائع للخلق بما يصلح دنياهم وآخرتهم.
إن آفة الرأي الهوى والإصرارُ على الخطأ، بل والتمادي فيه، فكم من الناس يتبين له خطؤه فلا يرجع ولا يتبع الصواب، وإذا أنبتنا بذور الحكمة، وتعاملنا بها في بيوتنا وأعمالنا وعَلاقاتنا بالناس، فإن الصواب - لا شك - سيكون ملازماً لنا، وحسنُ التصرف يكون قريننا.
إن البعض منا قد ينطقُ بالكلمة في غير موضعها، أو يأتي بالتصرف في غير موضعه، ومِن هنا تتوالى المصائب والنكبات، وتتعقد إلى أبعد الحدود المشكلات.
إننا نريد أن نُعلِي قيمةَ الحكمة في بيوتنا ومجتمعاتنا؛ إذ ليس من المعقول أن يكون لدينا المنهج الإلهيُّ والميراث النبوي، ثم بعد ذلك نكون أبعدَ الناس عن الحكمة قولا وفعلا.
Mkarem@sghgrou.net